ادريس سراج الادارة
المساهمات : 583 تاريخ التسجيل : 11/02/2008
| موضوع: ﴿إِنَّ مَثَلَ عِيسَى.. كَمَثَلِ آدَمَ..﴾ السبت فبراير 16, 2008 6:25 am | |
| ﴿إِنَّ مَثَلَ عِيسَى.. كَمَثَلِ آدَمَ..﴾
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: ﴿إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ﴾(1 (http://www.alargam.com/prove2/burhan4/10.htm#_ftn1. فكان خلق آدم من غير أب وأم، وخلق عيسى من أم بدون أب. ولو تفكّر الإنسان في هذين الخلقين الكريمين لوجد فيهما آيتين منفردتين من آيات الله العجاب، ذلك أن لهما مدلولات عظيمة على قدرة الله تعالى ومشيئته. ولا نريد هنا الدخول في تفاصيل هذا الإعجاز الفريد(2 (http://www.alargam.com/prove2/burhan4/10.htm#_ftn2، ولكننا سنقوم بمعالجة هذه الآية من منظار آخر، يدلّ على عظمة منزّل هذا الكتاب العظيم. فقد جاءت هذه الآية بعبارة شبيهة لما تناولناه سابقًا، إذ يقول الحقّ تبارك وتعالى: ﴿إِنَّ مَثَلَ عِيسَى.. كَمَثَلِ آدَمَ..﴾. فأين نجد التساوي بين آدم وعيسى عليهما السلام، في غير التساوي الذي نعهده في التفاسير، أي التساوي بخصوص الخلق؟ للكشف عن هذا التساوي، وجب علينا أن نقوم أولاً بالبحث عن الآيات التي ورد فيها "ذكر" الإسمين "عيسى" و"آدم" عليهما السلام في القرآن. وأول ما يلفت انتباهنا هو أن هذه الآية تُعتبر الوحيدة في كل القرآن التي ورد فيها هذان الإسمان معًا. أي أن الأسماء الخاصة بـ"عيسى" والأسماء الخاصة بـ"آدم" عليهما السلام جاءت كلها منفردة في آيات القرآن، إلا في هذه الآية. وعند مواصلة التدبّر في القرآن الكريم نجد أن إسم "عيسى" وإسم "آدم" عليهما السلام ورد كل واحد منهما (25) مرة في كل القرآن. وبذلك يكون عدد المرات التي تكرّر فيها إسم "عيسى" عليه السلام في القرآن مساويًا بالضبط لعدد المرات التي تكرّر فيها إسم "آدم" عليه السلام، والذي يساوي (25) مرة. فهذه إذن أول نتيجة حتميّة على أنه لا بدّ أن تكون هناك علاقة عددية مقصودة بين الإسمين الكريمين:
المواقع التي ورد فيها إسم عيسى عليه السلام في القرآن الرقم 1 2 3 4 5 6 7 8 9 السورة 2 2 2 3 3 3 3 3 4 الآية 87 136 253 45 52 55 59 84 157 الرقم 10 11 12 13 14 15 16 17 18 السورة 4 4 5 5 5 5 5 5 6 الآية 163 171 46 78 110 112 114 116 85 الرقم 19 20 21 22 23 24 25 السورة 19 33 42 43 57 61 61 الآية 34 7 13 63 27 6 14
المواقع التي ورد فيها إسم آدم عليه السلام في القرآن الرقم 1 2 3 4 5 6 7 8 9 السورة 2 2 2 2 2 3 3 5 7 الآية 31 33 34 35 37 33 59 27 11 الرقم 10 11 12 13 14 15 16 17 18 السورة 7 7 7 7 7 7 17 17 18 الآية 19 26 27 31 35 172 61 70 50 الرقم 19 20 21 22 23 24 25 السورة 19 20 20 20 20 20 36 الآية 58 115 116 117 120 121 60
فهذا التساوي العددي هو دليل واضح على أن ﴿مَثَلَ عِيسَى.. كَمَثَلِ آدَمَ..﴾، حيث ساوى الله سبحانه وتعالى بين هذين النبيين الكريمين ليس فقط في خلقهما، وإنما كذلك في نسبة تكرار إسميهما في صفحات القرآن. وقد ذكرنا من قبل أن إسمي "عيسى" و"آدم" عليهما السلام وردا في كل القرآن الكريم مرة واحدة فقط في نفس الآية، حيث كان ذلك في الآية (59) من سورة آل عمران، التي رقم ترتيبها في القرآن هو (3). فإذا اعتبرنا هذه الآية كنقطة التقاء بين النبيين الكريمين نجد العلاقات التالية: عند إحصاء أسماء "عيسى" عليه السلام من بداية القرآن، أي من أول مرة جاء فيها ذكره عليه السلام في الآية (2:87)، وحتى نصل إلى الآية التي يُذكر فيها الإسمان "عيسى" و"آدم" معًا في الآية (3:59)، نجد أن هذه الآية هي الـ(7) في الترتيب. والعجيب أننا نحصل على نفس النتيجة عندما نقوم بإحصاء أسماء "آدم" عليه السلام من بداية القرآن، أي من أول مرة جاء فيها إسمه في الآية (2:31)، وحتى نصل إلى الآية (3:59)، حيث نجد أيضًا أنها الآية الـ(7) في الترتيب. أليس هذا دليلاً آخرًا على أن ﴿مَثَلَ عِيسَى.. كَمَثَلِ آدَمَ..﴾؟ وحتى في حالة عدّ تكرار الأسماء عكسيًا، أي ابتداءًا من آخر إسم لـ"عيسى" عليه السلام في الآية (61:14)، وابتداءًا من آخر إسم لـ"آدم" عليه السلام في الآية (36:60)، نجد أن ترتيب الإسمين في الآية المذكورة أعلاه متساوٍ، ذلك أن ترتيب كل من الإسمين جاء في المرتبة الـ(19) على التوالي. أليس هذا دليلاً آخرًا على أن ﴿مَثَلَ عِيسَى.. كَمَثَلِ آدَمَ..﴾؟ وذلك مع العلم أيضًا أن (61 – 36 = 25)، وهو عدد المرات التي تكرّر فيها كل من الإسمين في القرآن الكريم! ثم نجد من ناحية ثانية أن الإسم الـ(19) لـ"عيسى" قد ورد ذكره في الآية (34) من السورة (19) في القرآن، والتي تحمل إسم أمه مريم عليهما السلام، وأن الإسم الـ(19) لـ"آدم" عليه السلام جاء أيضًا في سورة مريم، وذلك في الآية رقم (58) منها. ويتجلّى لنا الإبداع في أن البعد بين الآيتين (34) و(58) يساوي (25) آية بالضبط، وهو مجموع تكرار كل إسم من الإسمين "عيسى" و"آدم" في كل القرآن الكريم. أليس هذا دليلاً آخرًا على أن ﴿مَثَلَ عِيسَى.. كَمَثَلِ آدَمَ..﴾؟ فهذا التناسق والإحكام الذي نراه في الآيات القرآنية الكريمة لهو أكبر دليل ملموس على عظمة منزلّه، وصدق من بُعث به. إنه المعجزة الخالدة التي لا يمكن للبشر أجمعين أن يأتوا بمثلها! لقد تحدّاهم الله على أن يأتوا بمثل هذا الكتاب، ولكن أنّى لهم ذلك! إنه كلام الله الذي أحاط بكل شيء علمًا وأحصى كل شيء عددًا. إنه القرآن الكريم الذي لا تفنى عجائبه.
الأصل : http://www.alargam.com/prove2/burhan4/10.htm (http://www.alargam.com/prove2/burhan4/10.htm
منقول | |
|